لكن الحقيقة أن المستحيل عند البشر ليس سوى غبار على مرآة القدر؛ ما أن ينفخ الله بروحه في الأمر حتى يتحول الصعب إلى سهل، والبعيد إلى حاضر.
اليقين… وهل تتحقق الأمنيات المستحيلة؟
اليقين ليس مجرد كلمة نتداولها في أحاديثنا، بل هو طاقة داخلية تهزّ الروح وتعيد تشكيل نظرتنا إلى الحياة، إنّه الإيمان العميق بأن ما كتبه الله لنا سيأتي في وقته المناسب، حتى وإن تأخر أو بدا لنا بعيداً عن المنال.
الفرق بين اليقين والايمان العادي
اليقين لا يعني أن تجلس مكتوف اليدين وتنتظر المعجزة، بل أن تزرع بذور عملك في أرض الحياة، وتسقيها بالصبر، وتثق أن الله لن يتركك.
اليقين هو أن تؤمن أن يد الله قادرة أن تغيّر مسار حياتك في لحظة، وأن المستحيل ما هو إلا كلمة صنعها ضعف البشر، بينما عند الله كل شيء ممكن حين تزرع أمنيتك في أرض الدعاء، وتسقيها بالعمل والصبر، لا تشك لحظة أن ثمارها ستأتيك، إما كما تمنيت أو أجمل مما تصورت.
الأمنية المستحيلة قد تتحقق إذا كان قلبك عامراً باليقين، وعملك شاهداً على صدقك. وقد لا تتحقق بشكلها الذي تتصوره، لكن الله يمنحك ما هو أعظم منها بطريقة لم تخطر لك على بال.
أحياناً ننظر إلى أمانينا وكأنها أبعد من النجوم، ونهمس لأنفسنا: "هل يمكن أن تتحقق؟" … لكن سرّ القوة يكمن في اليقين.
ثق أن اليقين ليس مجرد شعور، بل مفتاح يُفتح به باب الغيب. فكن على يقين، وامضِ، ودع الله يُدهشك
اليقين سر الطمأنينة والسعادة
اليقين هو أن تسير في دربك مطمئناً، حتى لو كان الطريق مظلماً، لأنك تعلم أن هناك شمساً تنتظرك عند نهاية النفق، هو أن تحيا بقلبٍ واثق أن ربك أرحم بك من نفسك، وأعلم بأمنياتك من أعماق قلبك.
فلا تقل: "هل ستتحقق أمنيتي المستحيلة؟"
قل: "أنا واثق أن الله سيكتب لي ما هو خير، فإن كانت أمنيتي خيراً لي فسأراها بعيني، وإن لم تكن، فسيرزقني ما يجعلني أحمده أضعاف ما تمنيت."
كم من قصص التاريخ بدأت بأمنية مستحيلة! أناس وُصفوا بالمجانين لأنهم حلموا بما لم يجرؤ غيرهم على التفكير فيه، ثم تحوّلت أحلامهم إلى واقع يغيّر حياة الملايين.
الخلاصة
اليقين هو الجسر الذي يعبر بك من ضفة "المستحيل" إلى ضفة "الممكن"، وهو السلاح الوحيد الذي يحوّل الأمنية إلى واقع، أو يفتح لك أبواباً أجمل .