recent
أخبار ساخنة

"ليس كوفيد-19! ما هو الفيروس الغامض الذي يضرب بقوة في موسم البرد؟"

مع تأثر إنخفاض درجات الحرارة والعودة إلى الأماكن المغلقة، لاحظنا عودة سريعة وشرسة لموجات الأمراض التنفسية. المصطلح الشائع "الفيروس الجديد" يسيطر على أغلب محادثاتنا اليومية، ولكنه يحمل قدراً من التهويل.

 الواقع العلمي يشير إلى أننا نواجه خليطاً من الفيروسات المعروفة، لكنها تتخذ أشكالاً أكثر حدة وتنتشر بسرعة تفوق التوقعات، مما يضع ضغطاً هائلاً على الأنظمة الصحية والمجتمعات.




صورة توضيحية لانتشار الفيروسات التنفسية الموسمية في الطقس البارد
"ليس كوفيد-19! ما هو الفيروس الغامض الذي يضرب بقوة في موسم البرد؟"


 موسم الحذر: حقيقة الفيروس "الجديد" المنتشر.. وأهم الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها



مع بداية كل موسم شتاء، يعود القلق والجدل حول "الفيروس الجديد" Seasonal influenza الذي يضرب بقوة، متسبباً في موجة من الأعراض التنفسية الشديدة على الرغم من المخاوف المتزايدة، تؤكد السلطات الصحية والخبراء أن ما نشهده حالياً ليس ظهوراً لفيروس غامض غير معروف، بل هو ارتفاع في معدلات الإصابة بالفيروسات التنفسية المعتادة، والتي أصبحت أعراضها أكثر حدة هذا العام.


أولاً: ما هو "الفيروس المسيطر" حالياً؟




الفيروسالأعراض الشائعةالفئات الأكثر عرضة للخطر
الإنفلونزا الموسميةحمى مفاجئة وشديدة، سعال جاف، آلام في العضلات والمفاصل، إجهاد عام.كبار السن، الأطفال، مرضى الأمراض المزمنة.
الفيروس المخلوي (RSV)أعراض تشبه نزلات البرد، قد تتطور إلى التهاب قصيبات أو رئوي.الرضيع والأطفال الصغار، كبار السن.
متحورات كوفيد-19أعراض تنفسية علوية، التهاب الحلق، إجهاد، وقد تصل إلى التهاب رئوي.ضعاف المناعة، كبار السن.



ثانياً: لماذا تبدو الأعراض "أشد قسوة" هذا العام؟



يشعر الكثيرون أن الأعراض التي يمرون بها هذا الموسم أقوى من نزلات البرد المعتادة ويعتقد الخبراء ذلك لعدة أسباب:
  1. زيادة التعرض: بعد سنوات من العزل والوقاية المكثفة بسبب جائحة كوفيد-19، أصبح الجهاز المناعي أقل تعرضاً للفيروسات التنفسية الموسمية كما صرحت منظمة الصحة العالمية، مما يجعل الاستجابة الحالية أقوى وأكثر حدة.
  2. الانتقال السريع: الفيروسات التنفسية تنتشر بسرعة كبيرة في الأماكن المغلقة سيئة التهوية، وهو ما يزيد في فصول البرد.
  3. انتشار التجمعات: العودة الكاملة للأنشطة والتجمعات دون قيود وقائية تزيد من فرص التقاط العدوى.


ثالثاً: خطوط الدفاع الثلاثة: كيف تحمي نفسك وعائلتك؟


بما أننا نتعامل مع مجموعة من الفيروسات المتشابهة في طرق انتقالها، فإن الإجراءات الوقائية المتبعة فعالة في الحد من انتشارها جميعاً:

 التلقيح (التطعيم):


  • لقاح الإنفلونزا الموسمية: يجب الحصول عليه سنوياً، خاصة للفئات المعرضة للخطر، كونه يوفر حماية جيدة ضد السلالات المتوقعة.
  • لقاح كوفيد-19 المحدث: متابعة التوصيات الخاصة بالجرعات المعززة لحماية فعالة ضد المتحورات المنتشرة.


 النظافة الشخصية:


  • غسل اليدين: استخدم الماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو معقم كحولي بتركيز 60% بانتظام، وخاصة قبل الأكل وبعد السعال أو العطس.
  • آداب السعال والعطس: استخدم المرفق أو منديلاً ورقياً وتخلص منه فوراً.


 العزل عند الشعور بالمرض:


إذا شعرت بأعراض، ابق في المنزل وتجنب مخالطة الآخرين للحد من نقل العدوى.
تجنب التجمعات الكبيرة والأماكن سيئة التهوية قدر الإمكان.


تحذير هام: حذرت وزارات الصحة من استخدام ما يُعرف بـ "الحقن السحرية للبرد" التي تحتوي على تركيبات غير مدروسة من المضادات الحيوية والكورتيزون ومسكنات الألم دون استشارة الطبيب، مؤكدة أنها قد تكون ذات مخاطر صحية خطيرة، بل وقاتلة في بعض الأحيان.

حذر الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان من قيام البعض خلال فصل الشتاء من الحصول على ما يعرف بحقنة البرد أو الحقنة السحرية عند الاصابة بنزلات البرد والأنفلونزا.

ما هي الفروقات بين أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي؟



تتشابه أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV) كثيرًا، مما يجعل التمييز بينهما صعبًا دون إجراء اختبار. فكلاهما عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي.

ومع ذلك، هناك بعض الفروقات التي يمكن أن تساعد في التمييز بينهما، خاصة فيما يتعلق بظهور الأعراض وشدتها وتأثيرها على فئات معينة:

🦠 أبرز الفروقات بين أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي


الميزة الإنفلونزا (Influenza) الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)سرعة الظهور مفاجئ وسريع، غالبًا ما تظهر الأعراض بشدة خلال يوم إلى يومين. تدريجي، يبدأ بأعراض خفيفة تشبه نزلات البرد ثم تتفاقم.
الحمى غالباً ما تكون الحمى عالية ومفاجئة، مصحوبة بقشعريرة. غالباً ما تكون الحمى خفيفة، وقد لا تظهر عند بعض الرضع الصغار.
الأعراض الجهازية أكثر شيوعًا وأكثر حدة: آلام عضلية وجسدية شديدة، صداع حاد، وتعب وإرهاق شديد. أقل شيوعًا أو خفيفة: قد يحدث صداع وتعب عام لكنه أقل حدة من الإنفلونزا.
أعراض الجهاز التنفسي السفلي يسبب سعالاً جافاً، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات رئوية. أكثر شيوعًا وأكثر تخصصًا في الجهاز السفلي، وغالباً ما يؤدي إلى صفير أو أزيز عند التنفس (Wheezing) أو صعوبة في التنفس، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار (بسبب التهاب القصبات/الشعب الهوائية).
أعراض الإنفلونزا عند الأطفال
الأطفال والرضع قد يعاني الأطفال من الغثيان والقيء والإسهال. هم الفئة الأكثر تأثراً بالمرض الشديد، وقد تظهر لديهم علامات مثل التنفس السريع والجهد في التنفس (انكماش الجلد والعضلات للداخل مع كل نفس)، وسوء التغذية.

 الأعراض المتشابهة (الشائعة في كلتا الحالتين)

  1. سعال (في الإنفلونزا غالباً جاف، وفي المخلوي يمكن أن يكون مع صفير).
  2. سيلان أو احتقان الأنف.
  3. التهاب الحلق.
  4. حمى (عادةً).
  5. العطاس.
  6. التعب العام.

⚠️ نقطة هامة جداً

لا يمكن الاعتماد على الأعراض وحدها لتأكيد التشخيص، خاصة وأن شدة الأعراض يمكن أن تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. للحصول على تشخيص دقيق وتحديد العلاج المناسب، يجب استشارة الطبيب، وقد يتطلب الأمر إجراء اختبارات معملية (مسحة) للتمييز بين الفيروسين، خاصةً إذا كنت أو طفلك تنتمون إلى إحدى المجموعات الأكثر عرضة للمخاطر (مثل كبار السن، الرضع، والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو أمراض مزمنة).

أفضل الطرق لتقوية المناعة ضد فيروسات موسم البرد


أفضل الطرق لتقوية جهاز المناعة ضد فيروسات موسم البرد والإنفلونزا و علاج نزلات البرد القوية (بما في ذلك الفيروس المخلوي) تعتمد على تبني نمط حياة صحي شامل. لا يوجد "علاج سحري" واحد، بل مجموعة متكاملة من العادات التي تعمل معًا لدعم دفاعات الجسم.

إليك أفضل الطرق، مقسمة حسب الفئة:

 1. التغذية السليمة والفيتامينات الداعمة


النظام الغذائي المتوازن هو الأساس لإمداد الجهاز المناعي بالعناصر اللازمة له:

الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: الإكثار من الفواكه والخضروات الملونة (البروكلي، السبانخ، الفلفل الأحمر، الحمضيات) لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن.


فيتامين ج (C): يعزز إنتاج الخلايا المناعية والأجسام المضادة. مصادره تشمل الحمضيات (البرتقال، الليمون)، الفراولة، الكيوي، والفلفل.


فيتامين د (D): له دور حيوي في تنظيم الاستجابة المناعية والوقاية من العدوى التنفسية. يمكن الحصول عليه من التعرض للشمس أو الأسماك الدهنية، وقد يحتاج الكثيرون إلى مكملات (يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد الجرعة).


الزنك (Zinc)
: ضروري لنمو ووظيفة الخلايا المناعية. يوجد في اللحوم الحمراء، البقوليات، المكسرات، والبذور.


البروبيوتيك (Probiotics): (البكتيريا النافعة) تُحسّن صحة الأمعاء، والتي تعد جزءًا كبيرًا من الجهاز المناعي. يوجد في الزبادي، الكفير، والأطعمة المخمرة.


الأطعمة المضادة للالتهابات: مثل الثوم، الزنجبيل، والكركم.

2. عوامل نمط الحياة الأساسية


هذه العوامل لها تأثير مباشر وقوي على كفاءة جهازك المناعي:

النوم الكافي: يحتاج البالغون عادةً إلى 7-9 ساعات من النوم الجيد يومياً. قلة النوم تزيد من هرمونات التوتر وتقلل من إنتاج الخلايا المناعية المقاومة للعدوى.


إدارة التوتر
: التوتر المزمن يضعف الاستجابة المناعية. مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، أو ممارسة الهوايات التي تستمتع بها.


النشاط البدني المنتظم: ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام (مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً) تحسن الدورة الدموية، مما يسمح للخلايا المناعية بالتحرك بكفاءة أكبر في جميع أنحاء الجسم.
🧴 3. إجراءات النظافة والوقاية المباشرة

لتقليل فرصة التقاط الفيروسات:

غسل اليدين
: هو خط الدفاع الأول والأهم. اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد السعال أو العطس، وقبل تناول الطعام.


تجنب لمس الوجه: حاول تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك بيديك غير المغسولة.


تغطية الفم والأنف: استخدم منديلًا ورقيًا عند السعال أو العطس، أو استخدم مرفقك في حال عدم توفر منديل، وتخلص من المنديل على الفور.


الحصول على اللقاحات:


لقاح الإنفلونزا الموسمي: يُنصح به سنوياً لتقليل خطر الإصابة بالإنفلونزا الحادة ومضاعفاتها.

لقاحات أخرى: استشر طبيبك حول اللقاحات الأخرى الموصى بها لك (مثل لقاحات كوفيد-19، أو لقاح الفيروس المخلوي التنفسي RSV إذا كنت تنتمي للفئات المؤهلة لذلك).


الخلاصة


لا داعي للذعر من ظهور فيروس "جديد" غامض ، التركيز يجب أن ينصب على الوقاية والاستعداد للتعامل مع الفيروسات الموسمية المعروفة ، تقوية الجهاز المناعي عبر الغذاء الصحي والنوم الجيد والحصول على اللقاحات اللازمة تبقى هي خط الدفاع الأول والأقوى.


google-playkhamsatmostaqltradent