ومن بين هؤلاء الأنبياء، كان هناك نبيٌ صالحٌ طيبٌ اسمه إدريس عليه السلام.
نبيى الله ادريس عليه السلام
كان إدريس عليه السلام رجلاً مؤمنًا بالله، يحب الخير ويكره الظلم ، كان ذكيًا وحكيمًا، يحب أن يتعلم ويعلم الناس ، وكان من أوائل الناس الذين كتبوا بالقلم، وتعلّموا الحساب، والخياطة، وعلوم النجوم، وكان يخيط الملابس بيده، ويعلّم الناس كيف يصنعون ثيابهم بأنفسهم.
متى ولد سيدنا ادريس
وُلد سيدنا إدريس في زمن قَبل الطوفان بزمن طويل، بعد سيدنا آدم عليه السلام بسنوات كثيرة ، وقد تعلم عن الله وعن الخير من والده وجده، حتى أصبح من أحكم الناس وأكثرهم علمًا.أحبّه الناس لأنّه كان طيب القلب، صادق الكلام، وعادلًا في كل شيء. فاختاره الله نبيًا، وأمره أن يدعو الناس لعبادته وحده.
الدعوة إلى الله
بدأ إدريس يدعو قومه قائلًا:"يا قومي، آمنوا بالله، لا تعبدوا غيره، ولا تظلموا أحدًا، وكونوا طيبين مع بعضكم البعض." كان كثير من الناس يستمعون إليه ويتعلمون منه، لكن البعض الآخر لم يعجبه كلام إدريس، وظلوا يعصون الله ويظلمون غيرهم.
لكن إدريس لم يغضب، ولم ييأس. ظلّ صابرًا يدعو إلى الخير ليلًا ونهارًا ، ولهذا وصفه الله في القرآن بأنه:"كان صِدّيقًا نبيًا" أي أنه كان صادقًا جدًا ومحبًا للخير ، كان عالمًا نافعًا
علّم سيدنا إدريس الناس كيف يكتبون، وكيف يحسبون، وكيف يزرعون الأرض.
وكان يقول لهم دائمًا: "الله يحب من يعمل ويتقن عمله." فأصبح الناس أكثر علمًا ونظامًا بفضله، وكانوا يحبونه كثيرًا ويحترمونه.
الرحلة العجيبة إلى السماء
من أجمل القصص التي رويت عن إدريس عليه السلام، أن الله كرّمه ورفعه إلى السماء!
نعم، فقد أراد الله أن يريه من آياته، وأن يُريه الملائكة والسماء ، وفي يومٍ من الأيام، جاءه ملكٌ من عند الله، وأخبره أن الله أذن له أن يرفعه إلى السماء، فركب إدريس مع الملك،
من أجمل القصص التي رويت عن إدريس عليه السلام، أن الله كرّمه ورفعه إلى السماء!
نعم، فقد أراد الله أن يريه من آياته، وأن يُريه الملائكة والسماء ، وفي يومٍ من الأيام، جاءه ملكٌ من عند الله، وأخبره أن الله أذن له أن يرفعه إلى السماء، فركب إدريس مع الملك،
وطار به عاليًا، حتى وصلا إلى السماء الرابعة! وهناك، رحّبت به الملائكة، وفرحت بلقائه، وقالوا:"مرحبًا بالنبي الصالح، والأخ الطيب." ورأى إدريس من جمال السماوات ما لا يوصف، وسمع تسبيح الملائكة، وازداد إيمانه وفرحه بالله.
ثم شاء الله أن يبقى إدريس عليه السلام هناك، في مكانٍ عالٍ طاهر، بعيد عن أذى الناس وشرّ الدنيا ،وهكذا قال الله في القرآن الكريم:"ورفعناه مكانًا عليًا" (سورة مريم، آية 57)
ثم شاء الله أن يبقى إدريس عليه السلام هناك، في مكانٍ عالٍ طاهر، بعيد عن أذى الناس وشرّ الدنيا ،وهكذا قال الله في القرآن الكريم:"ورفعناه مكانًا عليًا" (سورة مريم، آية 57)
نهاية طيبة لنبي طيب
لا نعرف تمامًا كيف توفي سيدنا إدريس، لكن الله كرّمه بأن رفعه حيًا إلى السماء، وهذا شرف لم ينله إلا القليل من الأنبياء، مثل سيدنا عيسى عليه السلام ، وكانت حياته مليئة بالعلم، والعمل، والدعوة إلى الله، والصبر على الأذى.
ماذا نتعلم من قصة سيدنا إدريس؟
- أن العلم نور، ويجب أن نتعلم ونفيد الناس بما نعرف.
- أن الصدق من أعظم الصفات، والله يحب الصادقين.
- أن الصبر على الأذى في سبيل الخير يجعل الله يكرمنا.
- أن من يعمل الخير، يرفع الله مكانته، حتى لو لم يراه الناس.
سيدنا إدريس عليه السلام هو نبي حكيم، وعالم نافع، وصادق محبوب، رفعه الله إلى السماء، وخلّد ذكره في القرآن، ليبقى قدوة لنا في حب الخير، والسعي للعلم، والصبر في طريق الحق.
فليكن قدوتنا، ولنتعلم منه أن نكون طيبين، صادقين، ومجتهدين دائمًا.