يأتي وقت في حياة كل إنسان، تتساقط فيه أشياء كثيرة كان يظنها ثابتة ،الأمان، الأشخاص، الصحة، الخطط التي بناها بعناية، وحتى نفسه التي كان يثق بها ،وفي تلك اللحظة، يقف الإنسان أمام مرآة الوجع، يتساءل:لماذا أنا؟
هل هذا عقاب؟ هل أخطأت؟ لماذا تتركني الحياة وحيدًا في هذا الامتحان؟
لكن لو تأملنا قليلًا، لوجدنا أن الابتلاء ليس غضبًا من الله، بل عناية خفية لا يدركها إلا من ذاقها ،فالله لا يُرسل الألم ليعذبنا، بل ليُربينا، ليُهذب فينا ما لم نكن لنُصلحه وحدنا،وليُخرج من داخلنا قوة لم نكن نعلم بوجودها أصلًا.
هل هذا عقاب؟ هل أخطأت؟ لماذا تتركني الحياة وحيدًا في هذا الامتحان؟
لكن لو تأملنا قليلًا، لوجدنا أن الابتلاء ليس غضبًا من الله، بل عناية خفية لا يدركها إلا من ذاقها ،فالله لا يُرسل الألم ليعذبنا، بل ليُربينا، ليُهذب فينا ما لم نكن لنُصلحه وحدنا،وليُخرج من داخلنا قوة لم نكن نعلم بوجودها أصلًا.
الابتلاء طريق لاختيار الأقوياء لا لمعاقبة الضعفاء
عندما تهزّنا الحياة في لحظات الألم، عندما تضيق الدنيا وتكثر الدموع، يظن البعض أن الابتلاء عقوبة أو دليل على أن الله غاضب منهم ، لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. فالله، في حكمته، لا يختبر إلا من أراد له خيرًا، ولا يضع الألم في طريق أحد إلا وفيه درسٌ عظيم وقوةٌ تُكتشف.
إن الابتلاء ليس لعنة بل علامة اختيار، رسالة صامتة من الله تقول: أثق أنك ستنهض رغم كل شيء.
الأقوياء لا يولدون أقوياء، بل تُشكّلهم التجارب ، كل دمعةٍ تسقط، وكل جرحٍ يُترك في القلب، يُعيد رسمك من الداخل ، الابتلاء لا يأتي ليهدمك، بل ليُريك من تكون حقًا ،حين تفقد شيئًا كنت تراه ضروريًا، تكتشف أن الله يريد أن يُريك ما هو أثمن منه ، فما يبدو لك "نهاية"، قد يكون في الحقيقة بداية حياةٍ جديدةٍ أنقى وأعمق.
إن الابتلاء ليس لعنة بل علامة اختيار، رسالة صامتة من الله تقول: أثق أنك ستنهض رغم كل شيء.
الابتلاء لا يكسر… بل يصنع
الأقوياء لا يولدون أقوياء، بل تُشكّلهم التجارب ، كل دمعةٍ تسقط، وكل جرحٍ يُترك في القلب، يُعيد رسمك من الداخل ، الابتلاء لا يأتي ليهدمك، بل ليُريك من تكون حقًا ،حين تفقد شيئًا كنت تراه ضروريًا، تكتشف أن الله يريد أن يُريك ما هو أثمن منه ، فما يبدو لك "نهاية"، قد يكون في الحقيقة بداية حياةٍ جديدةٍ أنقى وأعمق.
الابتلاء امتحان لا يعلمه إلا صاحبه
لكل إنسان ابتلاؤه المختلف:
- من يُبتلى في صحته.
- من يُبتلى بفقدٍ.
- من يُختبر بصمتٍ طويلٍ في الدعاء دون إجابةٍ قريبة.
لكن الله لا ينسى أحدًا، فكل صبرٍ مكتوم، وكل وجعٍ لم يُحكَ، يُكتب في ميزان الصابرين.
وكأن الله يقول:“اصبر، فأنا أرى ما لا تراه، وأعلم متى أبدّل حزنك راحة، وضعفك قوة.”
الابتلاء يُنقّي لا يُعاقب
- الله لا يُعاقب عبده بالابتلاء، بل ينقّيه.
- حين يشتد الألم، تضعف التعلقات الدنيوية، ويعود القلب إلى من خلقه.
- يعلّمك الابتلاء أن لا تعتمد على أحد، أن تتوقف عن الشكوى للبشر، وأن تكتفي بالله.
- فكل مصيبة تُبعدك عن الله هي نقمة،لكن كل مصيبة تُقرّبك منه… هي نعمةٌ خفيّة.
الأقوياء يُصنعون في العزلة والضيق
من تأمّل قصص الأنبياء والرسل علم أن الابتلاء سُنّة في طريق العظماء.
- يوسف عليه السلام سُجن قبل أن يُصبح ملكًا.
- وموسى هرب قبل أن يُبعث نبيًا.
- ويونس ظن أن الرحلة انتهت داخل بطن الحوت، لكن هناك بدأ مجده الحقيقي.
كل ضيقٍ تمر به، ربما هو الطريق الوحيد لتصل إلى ما كُتب لك ، فالله لا يُمهد طريقًا بالأشواك إلا إذا كان يوصل إلى جنةٍ من الرضا والسكينة.
حين تفهم المعنى… يزول الوجع
الوجع ليس في الحدث، بل في تفسيرنا له ، حين تظن أن الله يعاقبك، تشعر بالانكسار، لكن حين تدرك أنه يُنقيك ويختبر قوتك، يتحوّل الألم إلى طاقة صبرٍ وطمأنينة ، الله لا يبتليك ليحزنك، بل ليُريك كم أنت قادر على النهوض من جديد ، فكل ألمٍ في حياتك هو تدريب على إيمانٍ أعمق وثقةٍ أقوى.
الابتلاء بوابة الارتقاء
قال أحد العلماء: “كلما اشتد البلاء، اقترب الفرج.” وهذه ليست مجرد كلمات، بل وعدٌ إلهي:"فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا."انتبه… لم يقل الله "بعد العسر"، بل معه.
لأن الفرج يولد من رحم الألم، تمامًا كما يولد الفجر من رحم الليل ، كل دمعةٍ تسقط اليوم، تحمل معها نورًا لغدٍ أجمل مما تتخيل.
الخاتمة:
رسالة إلى قلبك الصابر إذا كنت تمر بابتلاء الآن، فتذكّر:
- الله لا يعاقبك، بل يُطهّرك.
- هو لا يُبعدك، بل يقرّبك.
- هو لا يريد أن يراك منكسرًا، بل يريد أن يراك أقوى، أنقى، وأقرب إليه.
اصبر ولا تظن أن الله نسيك،فكل لحظة ألمٍ هي بناءٌ لروحٍ جديدةٍ بداخلك،روحٍ تعرف أن الابتلاء ليس نهاية الطريق،بل هو علامة أن الله اختارك لتكون من الأقوياء.